الأنوار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات التعليم العامة ( تعليم،برامج ، دين ، ثقافة ، رياضة )
 
الرئيسيةأحدث الصور200التسجيلدخول

 

 الممارسة النقدية وإشكاليات التصنيف عرض/ سكينة بوشلوح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بولنوار
المدير العام
المدير العام
بولنوار


عدد الرسائل : 262
الموقع : بينكم
المزاج : هادئ جدا جدا
تاريخ التسجيل : 22/06/2008

الممارسة النقدية وإشكاليات التصنيف    عرض/ سكينة بوشلوح Empty
مُساهمةموضوع: الممارسة النقدية وإشكاليات التصنيف عرض/ سكينة بوشلوح   الممارسة النقدية وإشكاليات التصنيف    عرض/ سكينة بوشلوح I_icon_minitimeالجمعة يوليو 18, 2008 7:51 pm

التصنيف السياسي للأدب عرفُُُ درج عليه أدبنا التراثي إذ صنفت العصور الأدبية على أساس الفترات السلطانية، وضعف الأدب وقوته رهين بالفترة التي كثيرا ما يكون ظلا لها.

ومن هذا المنظور اعتبر الدكتور مخلوف عامر الأستاذ بجامعة سعيدة أن الحركة الأدبية في الجزائر مرتبطة بالخطاب السياسي منذ عشرينيات القرن الماضي على الأقل.

فجمعية العلماء المسلمين الجزائريين كانت حركة بعث لإحياء الأصول وعملت على توظيف كل الأدوات المتاحة بما فيها اللغة العربية وآدابها لخدمة القيم التي أنشئت من أجلها، وهي "قيم ماضوية" بعيدة كل البعد عن مستجدات الحركة الأدبية والنقدية في العالم.

فساد الاتجاه المحافظ الذي يجعل الشعر العمودي في المقام الأول ثم المقالة التي تصلح للدعاية والوعظ، وتأخر ظهور الأشكال النثرية الحديثة، في حين كانت هذه الأشكال قد خطت خطوات متميزة شكلا ومضمونا في أوساط الأدباء الذين يكتبون باللغة الفرنسية.

وربما كانت فترة الاستقلال أدعى إلى الميل نحو كتابة الفن القصصي، لكن صورة الثورة ظلت تلاحق كل الكتاب فظهرت روايات لا تتعدى الوصف بهدف التغني بأمجاد الثورة بينما تجاوزت روايات أخرى ذلك إلى النقد.

على أن الفترة التي برز فيها البعد الاجتماعي في الإبداع وفي المحاولات النقدية على حد سواء هي فترة السبعينيات إلى درجة أن الخطاب الرسمي -وهو الخطاب الاشتراكي يومئذ- قد انعكس بطريقة آلية في كثير من الأعمال.

وكثيرا ما أقحم الفعل الأدبي تبعا لهذه الرؤية في معارك وهمية هي في الواقع صدى للحرب الباردة وتوازناتها الدولية، فهوجمت الإمبريالية والرجعية.. وعزل الأدب المتخم بالنزعة المؤدلجة نفسه وابتنى أصحابه لأنفسهم برجا عاجيا بعيدا عن تطلعات الجماهير وآلامهم وآمالهم وظلت كتبهم تتناسخ مضامينها.

من جهته اعتبر الأستاذ جعفر يايوش منتصف الثمانينيات فترة بروز بعض الروايات الواقعية ذات الوظيفة النقدية السياسية التي تناولت أزمة الديمقراطية والحركة الفكرية.

واستخلص أن هذه الأعمال جاءت لتجعل من الرواية مساحة تتمثل الأنساق الفكرية المتصلة بالمواقف السياسية الرسمية وغير الرسمية، ومن ثَم رهن النص الإبداعي بحسب تلك المواقف التي أصبحت مقياسا جوهريا في الممارسة النقدية، إلا أنها سقطت في شرك التبسيطية والتقريرية المباشرة فصادرت الكثير من الخصوصيات الجمالية للنص.

لكن مع بداية التسعينيات ظهرت موجة جديدة في الرواية الجزائرية تحررت من أسر الرواية الكلاسيكية لتعبر عن انسداد الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، محاولة نقده من زوايا أيديولوجية متباينة.

فظهرت كتابة أدبية جديدة لجيل جديد من الشباب لم يكن معروفا، خرجت كتابته -التي انحصرت بشكل واضح في النص الروائي- من رحم المعاناة الجزائرية.

ومن هنا يجد الناقد نفسه أمام إشكالية تصنيف هذه الكتابة الشبابية الجديدة، خاصة تلك التي كسرت طوق الرواية الحديثة وتجاوزتها، مثل كتابات بشير مفتي وحميدة العياشي وأحلام مستغانمي، سواء على مستوى الموضوع أم على مستوى تقنيات الكتابة.
ومن خلال دراسة مستفيضة لنماذج روائية كروايتي "ذاكرة الجسد" و"فوضى الحواس" لأحلام مستغانمي ورواية "أرخبيل الذباب" لبشير مفتي ورواية "يصحو الحرير" لأمين الزاوي وغيرها، خلص الكاتب إلى أهم السمات الخاصة بالرواية الجزائرية لأدب الأزمة التي تنضوي تحت صنف الرواية ما بعد الحديثة.

من هذه السمات التلاعب بالأزمنة بالانتقال المفاجئ من زمن إلى آخر عبر تقنية تكسير خطية السرد، وكذا إلغاء الحدث الرئيسي كعنصر محرك للنص الروائي، ناهيك عن تعدد الشخصيات واختفاء البطل باتباع مذهب اللامعقول مع الإكثار من العبثية والميل إلى الواقع المأساوي والنهاية المفتوحة.

كما سجل المؤلف ظاهرة جديدة بدأت تطفو على سطح الرقعة الروائية هي ظاهرة التحطيم اللساني بتوظيف اللهجة المحلية والعامية إلى جانب اللغات الأجنبية من فرنسية وإسبانية، بل الوصول إلى أدنى التعبير الشفهي الشعبي بالاقتراب من لغة السوقة وعامة الناس.

وهنا يرى أن ركاكة الأسلوب الطاغية أحيانا عند تمحيصها توحي أنها كانت بفعل واع من الروائي قصد تعرية الواقع في أجلى صور تدنيه وانحطاطه.

وفي آخر الكتاب يؤكد الأستاذ جعفر يايوش أن حال النقد في الجزائر من حال الأدب والثقافة ونظام التعليم وغيرها، وأنه من الطموح الزائد أو من التعسف أن نحكم على الجهود النقدية بغير ما أفرزه الواقع العام في هذه التجربة المحدودة.

فالخطاب الرسمي منذ استقلال البلاد أحدث فجوة كبيرة بين معرب ومفرنس، كما أننا لم نجعل من اللغة الفرنسية غنيمة حرب مثلما قال كاتب ياسين ذات يوم، ولم تظهر لدينا نخبة متميزة في البحث الفلسفي ولا في الترجمة ولا في مجالات متخصصة، ناهيك عما يشوب تدريس الأدب من رداءة في كل الأطوار التعليمية.

من هنا لا يمكن –والحال هذه- إلا أن نقنع بأن النقد ليس سوى أحد تجليات المشهد العام المتأزم، وأن الأزمة ليست بالضرورة أزمة تدهور كما يتبادر إلى الأذهان عادة، بل قد تكون أزمة تطور.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://boulanouar.yoo7.com
 
الممارسة النقدية وإشكاليات التصنيف عرض/ سكينة بوشلوح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأنوار :: منتدى التعليم الجامعي :: دراسات ومقالات جامعية في كل التخصصات-
انتقل الى: