الأنوار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات التعليم العامة ( تعليم،برامج ، دين ، ثقافة ، رياضة )
 
الرئيسيةأحدث الصور200التسجيلدخول

 

 درس أحزان الغربة لعبد الرحمان جيلي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نور
المدير العام
المدير العام



عدد الرسائل : 80
العمر : 43
تاريخ التسجيل : 27/06/2008

درس أحزان الغربة لعبد الرحمان جيلي Empty
مُساهمةموضوع: درس أحزان الغربة لعبد الرحمان جيلي   درس أحزان الغربة لعبد الرحمان جيلي I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 24, 2009 10:37 pm

احزان الغربة
إكتشاف معطيات النص.
التقى الشاعر بصديقه في بلاد الغربة (في المدينة )في شارع مكتظ بالهموم و مشاق الحياة. فكانت ردة فعله انفعالية مثيرة.فهذا وجه مالوف .فاعترته الدهشة بل الفرحة الكبرى(أهذا أنت ؟).
كان اللقاء بين الصديقين.ووجد الشاعر متنفسا يفرغ عنده همومه .فهو يعيش بين أناس غرباء ،يراهم أكداسا من الجوه لا تحمل ملامح إنسانية (وجوههم أشياء)(عيونها حزينة) ( نظراتها باهتة لالون فيها)، عروقها جافة تحتاج لمن يحييها ( قطرات مزن) يرسم الالوان فيها. انه يعيش مع اناس شغلتهم اللهفة عن الحياة الحقة.
لهذا فهو يعاني بين هؤلاء الناس ( بل الاشياء) وجيب الغربة القاسي، فيرى نفسه قزما تطحنه خطاه في خضم تقدمهم السريع بحثا عن حاجياتعم المادية.
الشاعر متشائم، يعيش في عصر ملول ، يمقت الشعر لا يعرف العفة، لا يود غيره ( ان سوق الود لا يشرى بها الود)
فهو يضرع الى الله ليجد من يعانقه بلا زيف .
القصيدة مليئة بقاموس الاحزان : حزن على حال شوارع المدينة على وجوه عطشى علاها الجفاف ، شوق الى الاحبة والخلان حزن علتى عصر ملول يمقت الشعر عصر نبذ العفة وطلق الود،شوق الى الاصل الى القرية ( شجر اللوب) شوق الى ثرى الوديان ووجه الخلان .
في طهذا النص الشعري نفس واحد( او يكاد) تتخلله وقفات ارتياح لا بد منها للمتابعة: اللهفه , الوقفه , العفة ’ الرفه. هذه الوقفات ترتبط بالعامل النفسي لدى الشاعر فالنفس المتردد بين الشهيق والزفير له قدرة محدودة على الامتداد لينتهي عند هذه الوقفات التي نسميه قوافي. وقد وفق الشاعر لاختيار اماكنها تبعا للدفقة الشعورية التي تتعدى بعض الاحيان الى سطور متباعدة فاذا كانت الحالات الشعورية معقدة مركبة فتمتد لتعبر عن هذا التدفق الشعوري.
ينتهي السطر مع الدفقة فان كانت قصيرة قصر وان كانت ممتدة كما هو حال الشاعر هنا امتد.
تتشكل القصيدة من جمل شعرية ترتكز على نفس واحد يمتد مشكلا اكثر من سطر .
مثل اهذا انت ؟ شارعنا زجاج فاقع الضوء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعمياء من اللهفة فهذه الاسطر الخمسة شكل جملة فعلية واحدة متصلة تتكون من مجموعة من التفعيلات فان توقفنا عند ( لقطرة مزن) نحس بعدم الارتياح ويقطع نفس الشاعر, فلا تستطيع الا ان تمتد بالقراءة الى السطر الثاني لتنتهي عند الدفقة الشعورية ثم تتوالى الاسطر الموالية لتسجل وقفة جديدة عند ( الوقفه)

مناقشة المعطيات:

معاناة الشاعر كانت ذات بعد فلسفي و حضاري فهو يعيش في مدينة كبيرة شارعها زجاج فاقع الضوء لكنها موحشة سكانها اناس نكرة مجهولون لا تربطهم بالانسانية سوى صورهم
من ابرز ما في حياة هذه المدينة الزمن الذي يشكل عاملا جوهريا في حياة الناس الذين يعيشون في حدود مشاغلهم الخاصة فالزمن سيف مسلط على رقاب الجميع.
من هنا سجل الشاعر اساه ونقمته على هذه الحياة فهو مجبور ان يعيش في اطارها فهو مجرد شبح من الاشباح المتحركة فيه.
يشعر الشاعر بالوحدة فيها ويشتد اساه حين يفقد الشاعر من يحب فعند ذل يتمثل هذا الشعور بالوحدة قويا رغم زحمة المدينة بالناس والاشياء ومادام هناك بعد للاحباب والخلان تصبح المدينة وكانها ليس بها انسان ,تضيق رغم اتسعها
قزمان: لفظة ترمز الى الضياع في زحمة المدينة كما توحي بالشعور بالتهميش في عصر ضاعت فيه القيم الروحية
تطحن : تعبير عن العلاقات بين الناس ، علاقة السباق بينهم فكل فرد حريص على ان يكون وحده مندفعا فهو يخوض مع الاخرين ( الناس) سباقا في التدمير من اجل مصلحة الذات وهكذا يحاول كل فرد ان ينال من الاخرين ليسلم حتى يكون وحده صاحب الكلمة والنفوذ.

تحديد بناء النص
اختار الشاعر النمط الوصفي ليصف واقع الغربة الحزين وهو النمط الغالب وقد تداخل مع هذا النمط كل من الامري والاخباري وهذا ما نقف عليه في المقطع الاول.

خصائص الوصف
شارعنا زجاج فاقع الضوء
اكداس من الاوجه تبحث عن صدى شيء
عروقها عطشى
نسمات رطبات
وجيب الغربة القاسي، قزمان تطحننا خطى الناس

الامري : ممثل بضمير المخاطب "انت" : اهذا انت ، قل شيئا ، تعال نشم ............... اضافة الى فعل الامر قل ، تعال
الاخباري: هو الذي ينقل للمتلقي معلومات يجهلها لذى فدوره معرفي والشاعر في نصه يخبرنا عن قضية نفسية يعانيها جل الشعراء المعاصرين انها قضية الحاضة الحديثة وما احدثته من غربة نفسية , ويظهر الاخبار في المقطع الاول: اكداس من الاوجه تبحث عن صدى شيء ، تهوم في محاجرها وهاد الحزن، عروقها عطشى لقطرة مزن، وعمياء من اللهفة.

الاتساق والانسجام :

توفرت الوحدة العضوية بين اسطر القصيدة مما جعلها بناء متكاملا مترابط الاعضاء ( الاسطر) فعند القراءة نلمس خيطا شعوريا واحدا يبدا بلحظة اللقاء ونبرات الشكوى ثم يتطور عبر الاسطر حتى ينتهي الى اخر السطر بافراغ عاطفي ملموس.
القصيدة تمثل اطار بنائي محكم يجعل النص دائرة مغلقة تنتهي حيث تبدأ.
.......................................................

]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
درس أحزان الغربة لعبد الرحمان جيلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأنوار :: منتدى التعليم العام :: التعليم الثانوي :: ثالثة ثانوي :: الشعب الأدبية :: مادة الأدب العربي-
انتقل الى: