بانت سعاد
شعر / كعب بن زهير
بانتْ سعادُ فَقَلْبِي اليومَ iiمَتْبُولُ ** مُتيَّمٌ إثْرَها لم يُجْزَ iiمَكْبُولُ
وما سعادُ غَداةَ البَيْنِ إذْ iiرَحَلُوا ** إلاَّ أَغَنُّ غَضَيضُ الطَّرْفِ iiمَكْحُولُ
تَجْلُو عوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا iiابتسَمتْ** كأنَّه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ iiمُعْلُولُ
شُجَّتْ بِذِي شَبَمٍ مِن ماءِ iiمَحْنِيَةٍ ** صافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهو مَشْمولُ
تَجْلُو الرِّياحُ القَذَى عنه وأَفْرَطَهُ ** مِن صَوْبٍ سارِيةٍ بِيضٌ iiيَعَالِيلُ
يا وَيْحَها خُلَّةً لو أَنَّها iiصَدَقَتْ ** ما أوَعَدَتْ أو لو انَّ النُّصحَ iiمَقْبُولُ
لكنَّها خُلَّةٌ قد سِيطَ مِن دَمِها ** فَجْعٌ ووَلْعٌ وإخْلاَفٌ iiوتَبْدِيلُ
فما تدومُ على حالٍ تكونُ iiبها ** كما تلَّونُ في أَثْوَابِهَا iiالغُولُ
وما تَمَسَّكُ بالوَصْلِ الذي زَعَمَتْ ** إِلاَّ كما تُمْسِكُ الماءَ iiالغَرَابِيلُ
كانت مواعيدُ عُرْقُوبٍ لها iiمَثَلاً ** وما مَوَاعيدُها إلاَّ الأباطِيلُ
أرجو وآملُ أنَ يَعْجَلْنَ في أَبَدٍ ** وما لَهُنَّ طَوالَ الدَّهْرِ تَعْجِيلُ
فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما iiوَعَدَتْ ** إِنَّ الأَمَانِيَّ والأحلامَ iiتَضْلِيلُ
أَمْسَتْ سُعَادُ بأرضٍ لا iiيُبَلِّغُها ** إِلاَّ العِتَاقُ النَّجِيباتُ iiالمَرَاسِيلُ
وَلَنْ يُبَلِّغَها إِلاَّ iiعُذَافِرَة **فيها على الأَيْنِِ إِرْقَالٌ iiوَتَبْغِيلُ
مِن كلِّ نَضَّاخَةٍ الذِّفْرَى إذا iiعَرِقتْ ** عُرْضَتُها طَامِسُ الأعلامِ iiمَجْهُولُ
تَرْمِي الغُيُوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرِدٍ iiلَهِقٍ ** إذا تَوَقَّدَتِ الحُزَّانُ iiوالمِيلُ
ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْمٌ iiمُقَيَّدُها ** في خَلْقِها عن بَنَاتِ الفَحْلِ iiتَفْضِيلُ
حَرْفٌ أَخُوها أَبُوها مِن iiمُهَجَّنَةٍ **وعَمُّها خَالُها قَوْدَاءُ شِمْلِيلُ
يَمْشِي القُرَادُ عليها ثم iiيُزْلِقُهُ **مِنها لَبَانٌ وَأَقْرَابٌ iiزَهَالِيلُ
عَيْرانةٌ قُذِفَتْ في اللَّحْم عن iiعُرُضٍ ** مِرْفَقُها عن بَنَاتِ الزَّوْرِ iiمَفْتولُ
كأنَّ ما فات عَيْنَيْها ومَذْبَحَها ** مِن خَطْمِها ومِن اللَّحْيَيْنِ iiبِرْطِيلُ
تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّخْلِ ذا iiخُصَلٍ **في غارِزٍ لم تَخَوَّنْهُ iiالأَحَاليلُ
قَنْوَاءُ في حُرَّتَيْها لِلْبَصِيرِ iiبِهَا **عِتْقٌ مُبِينٌ وفي الخَدَّيْنِ iiتَسْهيلُ
تَخْدِي على يَسَرَاتٍ وهي iiلاحِقَةٌ ** ذَوَابِلٌ وَقْعُهُنَّ الأرضَ تَحْلِيلُ
سُمْرُ العَجَاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى iiزِيَمًا ** لم يَقِهِنَّ رُؤُوسَ الأَكْمِ iiتَنْعِيلُ
يومًا يَظَلُّ به الحِرْباءُ iiمُصْطَخِمًا **كأنَّ ضَاحِيَهُ بالنَّارِ iiمَمْلُولُ
كأَنَّ أَوْبَ ذِرَاعَيْها وقد iiعَرِقتْ ** وقدْ تَلَفَّعَ بالقَوْرِ iiالعَسَاقِيلُ
وقالَ للقومِ حَادِيهمْ وقد iiجَعَلَتْ ** وُرْقُ الجَنَادِبِ يَرْكُضْن الحصى : قِيلُوا
شَدَّ النهارِ ذِرَاعَا عَيْطَلٍ iiنَصَفٍ ** قَامَتْ فَجَاوبَها نُكْدٌ iiمَثَاكِيلُ
نَوَّاحَةٌ رَخْوَةُ الضَّبْعَيْنِ ليس iiلَهَا ** لَمَّا نَعَى بِكْرَها النَّاعونَ iiمَعْقُولُ
تَفْرِي اللَّبانَ بِكَفَّيْهَا وَمِدْرَعُهَا ** مُشَقَّقٌ عَنْ تَرَاقِيها iiرَعَابِيلُ
يَسْعَى الوُشاةُ بِجَنْبيْها وقولُهُمُ ** إِنَّك يا بنَ أبي سُلْمَى iiلَمَقْتُولُ
وقال كلُّ خَلِيلٍ كنتُ آمُلُهُ ** لا أُلْفِيَنَّكَ إِنِّي عنك iiمَشْغُولُ
فقلتُ خَلُّوا طَرِيقي لا أَبَا لكمُ ** فكلُّ ما قَدَّرَ الرحمنُ iiمَفْعولُ
كلُّ ابنِ أُنْثَى وإِنْ طالتْ iiسَلامَتُهُ ** يومًا على آلةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ
أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدنِي ** والعَفْوُ عندَ رسولِ اللهِ مَأْمُولُ
مهلاً هداكَ الذي أعطاكَ نَافِلَةَ iiال** قُرْآنِ فيها مَوَاعِيظٌ iiوتفصِيلُ
لا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوَالِ الوُشَاةِ ولَمْ ** أُذْنِبْ ولو كَثُرتْ عَنِّي iiالأَقَاوِيلُ
لقد أَقُومُ مَقَامًا لو يقومُ iiبهِ ** أرى وأسمعُ ما لو يَسْمَعُ iiالفِيلُ
لظَلَّ يُرْعَدُ إِلاَّ أَنْ يكونَ iiلَهُ **مِن الرَّسولِ بإذنِ اللهِ تَنْوِيلُ
حتّى وَضَعْتُ يَمِيني لا iiأُنَازِعُهُ ** في كَفِّ ذي نَقَمَاتٍ قِيْلُهُ القِيلُ
لذَاكَ أَهْيَبُ عندي إذْ iiأُكلِّمُه **وقيل إِنَّكَ مَسْبُورٌ iiومَسْؤُولُ
مِن ضَيْغَمٍ مِن ضِرَاءِ الأُسْدِ iiمُخْدَرُهُ ** ببَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَه iiغِيلُ
يغدو فَيُلْحِمُ ضِرْغَامَيْنِ iiعَيْشُهُما ** لَحْمٌ مِن القومِ مَعْفُورٌ iiخَرَاذِيلُ
إذا يُسَاوِرُ قِرْنًا لا يَحِلُّ iiلَهُ ** أَنْ يَتْرُكَ القِرْنَ إلاَّ وهو iiمَفْلُولُ
منهُ تَظَلُّ حَمِيرُ الوَحْشِ iiضَامِرَةً ** ولا تُمَشِّي بِوادِيهِ iiالأَرَاجِيلُ
ولا يزالُ بواديهِ أَخُو iiثِقَةٍ ** مُطَرَّحُ البَزِّ والدِّرْسانِ iiمَأْكُولُ
إِنَّ الرَّسولَ لَسَيْفٌ يُسْتَضَاءُ iiبهِ ** مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللهِ iiمَسْلُولُ
في عُصْبةٍ مِن قُرَيشٍ قال iiقَائِلُهمْ ** ببَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا iiزُولُوا
زالُوُا فما زال أَنْكَاسٌ ولا iiكُشُفٌ ** عند اللِّقَاءِ ولا مِيْلٌ iiمَعَازِيلُ
شُمُّ العَرَانِينِ أبطالٌ iiلَبُوسُهمُ ** مِن نَسْجِ دَاودَ في الهَيْجَا iiسَرَابِيلُ
بِيضٌ سَوَابِغُ قدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ ** كأنَّها حَلَقُ القَفْعاءِ iiمَجْدُولُ
يَمْشُونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ iiيَعْصِمُهمْ** ضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّودُ iiالتَنَابيلُ
لا يفرَحون إذا نالتْ iiرِماحُهمُ ** قومًا ولَيْسُوا مَجازِيعًا إذا iiنِيلُوا
لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلاَّ في iiنُحُورِهمُ ** ما إِنْ لهمْ عنِ حياضِ الموتِ iiتَهْليلُ